سرايا - ركض .. تمرير.. مراوغات.. تسديدات .. مرتدات .. أهداف.. تمثيل.. خشونة.. بطاقات !
تلك هي باختصار القصة الكلاسيكية للأبيض المدريدي والأحمر والأزرق البرشلوني !
تتعدد الروايات والرؤى وتختلف الادعاءات وتتباين هنا وهناك ما بين ظالم ومظلوم .. وفائز عن جدارة وما غير ذلك .. ولكن تبقى الحقيقة واحدة وواحدة فقط لا يغيرها شيء ولا يدون التاريخ والمواقع والسجلات الرسمية غيرها وهي:
البارسا بطلاً لليغا .. الريال بطلاً للكوبا ديل ريه .. والبارسا إلى نهائي تشامبيونزليغ وربما بطلاً لها!
من شاهد وتابع مباراة الأمس شعر بحماسة كبيرة جداً وشغف لا حدود له سواء كان يناصر الميرنغي أو الكتالوني , فمباراة الفريقين تزخر بكل ما تحمله الإثارة من معنى ..
فالحرب تبدأ غالباً خارج المستطيل الأخضر في الصحافة و تصريحات المدربين واللاعبين , وتنتقل إلى المستطيل الأخضر عبر جنبات الملعب في مدرجات الفريقين أولاًَ ثم إلى أرجاء مسرح المباراة بين فريقين هم الأكثر جاذبية في العالم ولا أتحدث هنا عن الأفضلية الحالية أو القديمة , فالريال هو الريال مهما حصل له والبارسا هو البارسا مهما حصل أيضاً ونتيجة لذلك أصبحت مواجهتهما تحمل عنوان "كلاسيكو المليار" ولقاء الأحلام .
في برشلونة يتحدثون عن خشونة الريال المتعمدة والكبيرة وعن أسلوب لعب مورينيو الدفاعي الذي يرون انه قد لا يليق بسمعة الريال , وهذا وارد جزئياً .. وفي مدريد يتحدثون عن تمثيل لاعبي البارسا واحتجاجاهم المبالغ فيه ومحاباة الحكام لهم بل وحتى محاباة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم اليويفا للنادي الكتالوني ومن ورائهم رئيس الاتحاد الاوروبي الفرنسي ميشيل بلاتيني وهذا وارد جزئياً أيضاً فلا دخان من دون نار !!!
النقاط السلبية موجودة دوماً في كرة القدم سواء في ريال مدريد أو برشلونة , فكرة القدم عبارة عن حياة و من يلعبونها بشر لذلك فمن الوارد حدوث أي شيء في تلك الرياضة الشعبية الأولى في العالم , ولكن يجب على تلك الأمور أن لا تنغص وتعكر علينا جماهير عربية صفو المشاهدة والمتابعة , فالبرشلوني ليس عضواً في مجلس إدارة النادي حتى يدافع عنه أكثر من ساندرو روسيل , والمدريدي ليس عضواً في البيت العاصمي الأبيض ليدافع عنه كما لو كان فلورنتينو بيريز !
لاعبو الفريقين لاسيما لاعبو منتخب الماتادور احتضنوا بعضهم البعض وهنئوا زملائهم في الخصم على الفوز , لأنه مهما حدث يبقى هنالك دوماً رابط أقوى وأعلى بينهم لا يمكن أن يعكر صفوه أحد , كما أن الفائز الأبرز من لقاءات الكلاسيكو ليس برشلونة أو ريال مدريد , بل الفائز هو "الجمهور المليوني" الذي تابع اللقاءات الأربعة السابقة سواء في مدرجات كامب نو وبرنابيو والميستايا أو في المنازل والمقاهي العامة , هؤلاء الذين اكتحلت عيونهم بمشاهدة ميسي وكريستيانو رونالدو يتواجهون 4 مرات خلال اقل من 25 يوم , ويشاهدون 22 جندياً مكتسين بالألوان البيضاء والحمراء و الزرقاء وهم ينثرون سحرهم أمامنا ويمتعونا , وهذه المتعة لم تطل فقط عشاق البارسا والريال بل كافة عشاق الساحرة المستديرة الذين يريدون مشاهدة كرة قدم مثيرة , والكلاسيكو قدم للجميع وجبة كروية دسمة ربما تغنيهم عن مواسم من المتابعة والتشجيع , فشكراً لهم على ذلك , ويجب أن نبعد أنفسنا كمشجعين وإعلاميين عن المناكفات و المشاحنات والتصعيد , فكرة القدم وجدت للمتعة ولتجمع لا لتفرق , ويجب أن تبقى كذلك .
الريال سيستكمل الآن عملية البناء والإعداد لموسم جديد وسيحاول قدر المستطاع تفادي أخطاء الموسم والتعاقد مع اسماء جديدة يحتاجها الفريق بشدة والبارسا سيضع جل تركيزه الآن استعداداً لنهائي الويمبلي ويتشبث بلقب الليغا لأن لا يفلت زمامه منه كما حدث في موسم اللقب الـ30 لمدريد أو ما يسمى بلقب كابيلو الأسطوري .
أما نحن يجب أن نحمد الله أننا نشاهد هذه الإثارة وهذه الإبداعات وهذا الجيل الكروي المميز عبر شاشات التلفزة وعبر تقنية الأتش دي , وبتقنيات تصويرية خاصة مميزة , ولم نقرأ عن تلك الأحداث في الويكيبديا أو موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا , نعم نحن نشاهد ذلك واقعاً ماثلاً أمامنا فلنستمتع به كما هو دون تبهير أو زيادات تجعلنا الخاسر الأكبر وليس الرابح الأكبر منها!.